مايكل هوبكنز من بين عدد صغير من المعماريين الذين جعلوا بريطانيا واحدة من المراكز البارزة للعمارة والتصميم في العالم، لقد التقط عملهم المبكر واحداً من الخيوط التي خرجت من تفكك الفكر المتشدد في العمارة، والذي يعتمد على النظم الإنشائية الدقيقة والخفيفة الوزن (الفولاذية والزجاجية) والتي طوروها بسرعة لتشكل أسلوب يعبر عن حقيقة المواد والتركيب البصري. لقد جلب الكثير لهؤلاء المعماريين تنويعة كبيرة من برامج الأبنية والمواقع، كما بدأت الممارسة المعمارية تقدم مجموعة أوسع من المواد والأشكال والتراكيب التاريخية في أسلوب عصري متحرر. هذه الممارسة الجديدة زادت من الإمكانيات التعبيرية للمعماريين ووسعت توجهاتهم وتطبيقاتهم المحتملة.
لقد أوضحت الممارسة في العقد الماضي كيف أن الهندسة المعمارية يمكن أن تساعد على رفع كفاءة وفعالية المؤسسات من خلال التصميم المعماري لمباني هذه المؤسسات مثل دور البرلمان ومركز دائرة الدخل ومبنى أوبرا جلندي بورن وتطوير مباني قديمة مثل مبنى ويلد سكرين والأرض الديناميكية وكلها من تصاميم مايكل هوبكنز ، حيث جعلت هذه المباني المؤسسات الجديدة تبرز بشكل فوري وسريع وكان لها مساهمة خاصة في نثر الزهور على الهندسة المعمارية البريطانية وتوسيع إمكانية المعاصرة الوظيفية والتعبيرية.
تأثيرات من البيئة المحيطة
في مباني مثل ماوند ستاند في دار اللوردات ومبنى براكن ، وجد هوبكنز أن التاريخ يمكن أن يصبح عاملاً مساعداً للإبداع، فالتعامل مع التراكيب الإبداعية للمباني الموجودة أصلاً في الموقع يوجد موضوع سياقي جديد يتمم الخصائص الفيزيائية للمباني الجديدة.
يتميز مباني ماوند ستاند بالوضوح والتماسك بين المباني القديمة والحديثة.خصوصاً وأن قليل من المشاهدين يفحص كل التفاصيل المصممة بشكل دقيق والتي تتعلق بطريقة الإنشاء ولكن معظمهم سيقدرون فيه الخطوط البصرية الدقيقة التي تعبر عن المفهوم الكلي من خلال التصورات المحتملة للمباني،والتي أصبحت صورة مألوفة للألعاب الصيفية التي تعقد في الملاعب الرياضية المحيطة. لقد أوجدت هذه المباني سابقة في التعامل مع الوضع التاريخي في مشاريع الملاعب الرياضية ، والذي جاء نتيجة تقدير أهمية البيئة المحيطة في التصميم بشكل عام.
التصميم للبيئة
مجال آخر ابتكرته الممارسة في مكتب هوبكنز ، وهو التصميم الأخضر ، فلقد كانت التصاميم الفولاذية والزجاجية الأولى للمكتب لا تعير نفسها للاستهلاك المنخفض للطاقة ،ولكن عند تصميم مراكز سوليد ستيت لوجيك تبين أن البلاطة الخرسانية السميكة لسقف الدور الأول تجلب كتلة حرارية مميزة في بناء خفيف الوزن، وبتشكيلها بصورة دقيقة يمكن أن تساعد على تدفق الهواء من الجدران المحيطة إلى مركز البناية ، حيث يمكن للهواء المهدور الذي يعبر المبنى إلى الخروج من الأعلى.
وتوضح المباني التي صممها المكتب مثل مباني المكاتب في وستمنستر وجامعة نوتينغهام وفصول التعليم 2500 طالب والتي تستخدم ثلث الطاقة التقليدية. إن تصميم مباني ذات طاقة منخفضة لا يوجد بالضرورة كتل أبنية ثقيلة بل يمكن أن يتحقق من خلال مبان رشيقة.
الشكل يتبع المادة
إن التعامل مع المواد والأشكال يجب أن يتم من خلال قاعدة عامة بحيث تستعمل مواد البناء لغرض يناسب طبيعتها الفيزيائية وبحيث تكون مكونات أنظمة البناء في وضعها الملائم لخصائصها المادية ووظيفتها ضمن تصميم المبنى مع دراسة التفاصيل الإنشائية بحيث تتبع القوانين الفيزيائية للمواد، وتتبع في نفس الوقت القوانين الاجتماعية للأنشطة الممارسة ضمن المبنى، فمثلاً مع استغلال مواد جديدة تم تطوير الأسقف لتساعد على توليد مفردات شكلية جديدة. ففي مركز أبحاث شومبيرجر مثلاً يربط سقف البناء الكبير والذي يغطي فناء وحديقة شتوية المبنى بالبنايات البسيطة القائمة على نظام إنشائي قديم خاص بالمختبرات والمكاتب.
كل نشاط من الأنشطة المتعددة في المبنى يحدث ضمن تصميم يتوافق مع وظيفته سواء من تطوير الأفكار أو تبادل المعلومات كلاً بشكل بصري فعال. كما أن المركز الرئيسي لمجموعة ساجا هو نوع مختلف ، حيث يوضح مدى الإقناع والقدرة على الإقناع التي يمتلكها التوازن بين الشكل والوظيفة.
مثل أفضل الأمثلة المعمارية فإن أعمال هوبكنز توازن بين المفاهيم الثقافية والمفاهيم العملية ، أفكاره تأتي من المصادر العريضة للنظرية المعمارية واستجابة لبرامج الأبنية، فالمكاتب ليست فقط أماكن عمل ولكنها استكشافات للعلاقة بين العمل والراحة والبنايات العامة تفتح علاقة حميمة بين البيئة المحيطة ومحتويات هذه الأبنية. ومشروعات تجديد الأبنية تعلق على الحياة الحضرية ، وأيضاً تعيد تصنيع الأرض. وبشكل عام نستطيع أن نقول أن عمارة هوبنكز تتوقع أولويات المجتمع حيث يصبح التراث المعماري خادماً للمجتمع.