anaM3mari
anaM3mari

منتدى فن العمارة
 

شاطر | 
 

 البعد الإنساني في العمارة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Bodd
نائب المدير
نائب المدير
Bodd

بيانات العضو
البلد : مصر
العمر : 32
البرنامج المفضل : Rhino
عدد المساهمات : 10
نقاط : 95340
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 12/04/2011

البعد الإنساني في العمارة  Empty
مُساهمةموضوع: البعد الإنساني في العمارة    البعد الإنساني في العمارة  Emptyالثلاثاء أبريل 26, 2011 11:13 pm

البعد الإنساني في العمارة ...

ينبه جون راسكن على ضرورة رؤية العمارة بمنظور جدي. ويبرر موقفه هذا
بإيمانه بأنه يمكن أن نعيش ‏بدون عمارة كما يمكن لنا أن نتعبد بدونها أيضا
ولكن لا نستطيع أن نتذكر بدون عمارة. يتضمن رأي المنّظر هذا ‏أهمية البُعد
التاريخي في العمل المعماري وهو يشير إلى حقيقتين. رؤية التاريخ من خلال
العمارة والثانية أن ‏تحتوي المقترحات المعمارية من الخصائص ما يؤهلها لأن
تكون خالدة (تاريخية). ‏
‏ في الحقيقة الأولى يمكن المجادلة بأن التاريخ بدون إنجازات معمارية هو
تاريخ غير كامل ذلك لافتقاده ‏الجانب المادي المتمثل في الجانب العمراني .
التاريخ المكتوب تاريخ جامد لا حركة فيه. تماما مثل الصورة ‏الناقصة
التركيب. لا تكتمل إلا باكتمال مكوناتها. دراسة التاريخ تعتمد على الشواهد
العينية، الشواهد المكتوبة ‏والشواهد الشفهية (الرواية الشفهية).‏
‏ الرواية الشفهية تعتمد على ما تختزنه الذاكرة من روايات. ربما النصيب
الأكبر من تلك الرواية تشكل من ‏حذق راويها و قدرته على حبكة أحداثها. وهي
تعتمد أيضا على النقل الشفهي من فرد إلى آخر. بينما الشواهد ‏المكتوبة
تتكون من المادة المكتوبة أو المادة المرسومة (الكتب، الرسومات المسا قط
الأفقية، الواجهات، ‏القطاعات وغيرها من التفاصيل). قد تتضمن الشواهد
المكتوبة وثائق أخرى كالعقود، المواثيق والمستندات ‏المتعلقة بالمبنى.

الشواهد المكتوبة يمكن اعتبارها أكثر منهجية لأنها في غالبية الأمر تستند على أسلوب تقصي ‏بحثي محدد.‏

الشواهد العينية تتضمن ما تركه السلف من صروح عمرانية. ليس غريبا أن يكون
هدف من سبقنا هو ترك أثر ‏خالد على هيئة آثار معمرة لازالت باقية معنا
ليومنا هذا. بعكس العمارة المعاصرة التي غلب عليها صفة ‏الاستهلاك مثلها
مثل أي منتوج آخر حديث. تُرى ماذا ستكون عليه حالة العمارة المعاصرة
مستقبلاً إذا تم تخيلها ‏على هيئة أطلال أو آثار قديمة. هل سينبهر بها من
يشاهدها مثل انبهارنا اليوم بعديد من الأمثلة التاريخية القديمة. ‏يقودنا
هذا للحقيقة الثانية.‏

‏ يستوجب على المعماري ، حسب ما جاء في كتاب راسكن، أن يكون تصميمه خالداً
و معمراً. وعلى المجتمع ‏أن يبني مبانيه بكل دقة و تأني واهتمام حتى تعمر
لفترة طويلة وتكون بمثابة السجل المعماري الحي للأجيال ‏القادمة. ينعكس
هذا الاهتمام في التحكم في النسب الجميلة، اختيار المواد المعمرة الإنشاء
المتين، التفاصيل ‏الجيدة، والزخــرفة الملائمة المتمشية مع هوية البيئة
الموجودة بها. بهذا تتحقق صفة التاريخية و يكون العمل ‏مساهمة في إثراء
المخزون التاريخي.‏

‏ المباني القديمة جزء من التاريخ الذي يجب المحافظة عليه. تكون المحافظة
عليه بصون خصائصه وليس ‏بترميمه. ففي الترميم قد يتم القضاء على عديد
الملامح الأصلية للمبنى.الجانب التاريخي للعمل المعماري يتحقق ‏إذاً
بالمحافظة على الموروث و العمل على إيجاد عمارة دائمة. ‏

التضحية في العمارة تعني عدم التشبث كثيرا بالمعايير الاقتصادية والوظيفية
في حد ذاتها والاهتمام بمعايير ‏أخرى تضفي صفة التميز والإبداع على العمل
المعماري. العمارة فن. يتعدى دور هذا الفن الوظيفة ليشمل توفير ‏المتعة،
القوة، الصحة والراحة النفسية بعكس عملية البناء. نشاط البناء يتضمن وضع
أجزاء المبنى المختلفة مع ‏بعضها البعض في صورة متزنة بحيث لا تحدث خللاً
في التركيب الإنشائي. ما يميز العمارة هو جانبها الفني من ‏خلال مخاطبتها
لحواس الإنسان المختلفة. كثيرون يعرفون التصميم المعماري عبر الإدراك
الحسي لمكوناته( ‏Perception‏).‏


وبدعوى الحرية طغى الإنتاج الصناعي لمواد البناء مع ‏الاعتبارات
الاقتصادية والقيم الوظيفية الضيقة على التنوع الحضاري لنتاج العمارة.‏
الحرية في التعبير المعماري صفة حسنة متى التزمت بمحددات البيئة المحيطة
كما أن هذه المحددات لا يمكن ‏فهمها في نطاق ضيق وإلاّ أصبحت مجرد شيء
إضافي عائق للإبداع المعماري. الكثير يؤمنون بأن عنصر ‏القوس رمزاً "
مطلقاً" للمعمار الإسلامي المحلي، لهذا شاع استخدامه في الغلاف الخارجي
حتى في المباني ‏متعددة الأدوار، لم ينحصر استخدام هذا العنصر في الأدوار
الأرضية بل تكرر دون اعتبار لتأثيره على الناظر ‏وكأن المبنى الخالي من
مثل هذا العنصر للواجهة غير إسلامي بينما المسقط الأفقي والمعالجات الأخرى
تعكس ‏تأثيرات نمط معيشي غريب.‏

العمارة لا يمكن لها أن تكون أداة للمساهمة في صنع الحضارة إلاّ إذا روعي
في نتاجها القوانين المختلفة السائدة ‏في المجتمع. العمارة ستكون معبرة
متى أوجدت صلة وصل بين ما يتحقق من تقدم في المجالات المختلفة والقيم
‏الاجتماعية بحيث تصبح محددة المعالم ومقروءة الهوية حتى تكون المباني على
اختلاف أنواعها تنتمي إلى ‏مدرسة معمارية معرّفة. هذه المدرسة لا تستند
على الاختراع بل تعتمد على المخزون الحضاري للمجتمع، فهي ‏لا تسعى لإيجاد
نمط معماري جديد بقدر ما يكون غرضها كامنا في تحقيق معالم معمارية ترسخ
أصالة وثراء ‏المخزون الحضاري بأبعاده السياسية والثقافية والاقتصادية.
هناك حاجة لتحديد منهاج هذه المدرسة لضمان عدم ‏فقدان ركن مهم من أركان
الوجود الحضاري وعدم الوقوع في أزمة الاغترابAlienation‏ .‏

الأصالة والإبداع والتغيير لا يمكن اعتبارهم أهداف مطلقة في حد ذاتهم كما
أنهم لا ينقضون العرف والتقاليد ‏السائدة ولا يعتمدون على الجديد بقدر
انعكاسهم واستمراريتهم لما سبق. هذه الاستمرارية مختلفة عن الالتحاف
‏برداء الماضي أو التقوقع داخل قوالب مسبقة التجهيز. إنها الرؤية المميزة
لغنى وتنوع نتاج العمارة بهدف إيجاد ‏عمارة مميزة ومنتمية للمكان، فهي
الرؤية المدركة لاحتياجات الحاضر الغير غافلة للسوابق والمتطلعة لآفاق
‏أفضل للبيئة المعمارية.
الموضوعالأصلي : البعد الإنساني في العمارة   المصدر : anaM3mari.com
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

البعد الإنساني في العمارة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» كل شىء عن العمارة
» العمارة الخضراء
» العمارة المصرية .. فى اتجاه جديد يحسرررررر
» العمارة الاسلامية و عناصرها
» تكنولوجيا العمارة بروما
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
anaM3mari :: مواضيع معمارية-
©phpBB | الحصول على منتدى | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع
تعليم صناعة العاب الكمبيوتر | design online | الفيديو المعماري