يبدو أن تايتشونغ على موعدٍ مع الشهرة، فبعد برج تايتشونغ وحدائقه المعلقة، تستعد ثالث أكبر مدينة تايوانية، وهي مركز الثقافة والتعليم لمنطقة وسط تايوان، لاستقبال مكتبة رقمية جديدة من تصميم فريق J.J. Pan المعماري، كردٍ على ثورة العصر الرقمي التي وصلت مواصيلها، على ما يبدو، إلى عالم المعرفة.
فعلى الرغم من الأقاويل العديدة التي زعمت استحالة تخطي الإبداع حدود برج تايتشونغ، جاءت هذه المكتبة بخطوات جريئة في عالم العمارة، ويظهر ذلك جلياً في الحزام الأخضر الذي يحتضن المبنى على شكل L، ليكشف هذا الحزام عن أنواعٍ مختلفة من النباتات والشجيرات في محاولةٍ من فريق J.J. Pan مقاومة الرياح، حيث تم انتقاء هذه الأنواع دوناً عن غيرها كونها لا تحتاج إلى صيانةٍ دورية.
هذا بالإضافة إلى الممر المائي البيئي الذي يطوق الموقع، فاسحاً المجال أمام تزويد المجتمع والمبنى بنظامٍ متكاملٍ لجمع مياه المطر من خلال هذه البركة التي تتخلل المناظر الطبيعية، بالاشتراك مع الحديقة على السقف.
وتسترعينا هنا الكتلة الحرة التي تتميز بوجود العديد من التدفقات الأفقية، التي تمثل بدورها الممرات المائية في المدينة من جهة، وتدفق المعلومات في وسائل الإعلام الرقمية من جهةٍ أخرى، كما وتم اعتماد نظام عزل جداري متكامل لتشكيل السطح المطوي الذي يمثل أنهار وسط تايوان
.
وأخيراً فقد تم صب العديد من الأعمدة بهيئة جذوعٍ للأشجار في جسد المساحات المقوسة الداخلية لغرفة القراءة، في الوقت الذي ينصبّ فيه الضوء الطبيعي من خلال الملاقف والنوافذ الأفقية المائلة في قاعات المطالعة، التي توفر بدورها إطلالة رائعة على أفق المدينة والسماء... فقد تم صنعها من الزجاج بالكامل.