لا تعليق
ربطت دراسة حديثة لمركز البحوث الاجتماعية والجنائية بين تدني الأوضاع المعيشية لسكان المناطق العشوائية وبين زيادة معدلات الجريمة مشيرة إلى نتائج سابقة لدراسة أجريت على عينة من المسجونين أظهرت أن غالبيتهم يقيمون في أحياء فقيرة ومزدحمة بالسكان ويعانون من سوء الأحوال المعيشية والاقتصادية التي من مظاهرها اختيار المسكن غير الملائم، وكثافة أعداد المقيمين في غرفة واحدة.
وأكدت الدراسة التي أعدتها الدكتورة ماجدة فؤاد أن 11 مليون مصري يعيشون في 961 منطقة عشوائية منها 81 منطقة يجب إزالتها و880 منطقة يقترح تطويرها، بحاجة لأكثر من خمسة مليارات جنيه ، وأن 80% من مساكن القاهرة تقع في مناطق عشوائية ، يمثل سكانها 35% من إجمالي سكان العاصمة ، حيث يبلغ عددهم أربعة ملايين مواطن، وتأتي بذلك في مرتبة تلي محافظة الجيزة، التي يقيم 62% من سكانها ، وأغلبهم وافدين من الصعيد في 32 منطقة تعانى من انعدام الخدمات والمرافق الأساسية.
ترجع الدراسة التى اعدها مركز البحوث الجنائية و الاجتماعية السبب في ظهور مشكلة البناء العشوائي في مصر إلي حقبتي الخمسينات والستينيات ، تلك الفترة التي تزامنت مع صدور عدد من القوانين استهدفت تخفيض الإيجارات والضرائب العقارية.
والمناطق العشوائية طبقا للدراسة هي عبارة عن تجمعات بشرية تكونت على أطراف المدن الكبرى، خلفتها عوامل الطرد من الريف إلى المدينة ، و تصنف بالقاهرة الكبرى إلى قسمين أحدهما يقع داخل النطاق العمرانى منها روض الفرج ومصر القديمة والزاوية الحمراء، وهى من العشوائيات القديمة.. ومناطق العشش منها أبو النمرس وعزبة أبو حشيش. ومناطق المساكن المتدهورة ومنها مدينة السلام ومساكن الزاوية. والمقابر والعشوائيات الحضرية ومنها عزبة منصور بحدائق القبة وميت عقبة القديمة وحكر أبو دومة. و يضم النوع الثاني من عشوائيات القاهرة الكبرى أنماطًا متعددة ، مثل القطاعات الريفية خارج المجتمعات الزاحفة على الأراضي ، ومنها المطرية وبولاق والوايلى والهرم والعمرانية وإمبابة ومنشأة ناصر وعزبة النخل ، وكلاها تفتقر إلى كثير من الخدمات الأساسية والمرافق العامة .فضلا عن لجوء الكثير من المواطنين إلى الإقامة بالمقابر والمساكن المصنوعة من الصفيح والخشب والكارتون ، نظرًا لتهدم منازلهم بسبب السيول وغيرها من العوامل الطبيعية.
وفي سياق متصل صنفت دراسات وتقارير صدرت مؤخرا عن مجلس الوزراء المناطق العشوائية إلي ثلاثة أنماط هي الإسكان العشوائي والهامشي وإسكان المقابر .مؤكدة أن تلك الأنواع الثلاثة ليست ظاهرة مؤقتة يمكن أن تزول بسهولة بل هي جزءا من التكوين العمراني المعاصر، حيث كشفت الإحصائيات أن مجموع الإسكان العشوائي والهامشي والمقابر تتمثل بالمقارنة مع ما أنشأته الدولة من وحدات سكنية خلال الثلاثين عاما الماضية يمثل 60%.
وذكرت التقارير أن عدد العشوائيات علي مستوي الجمهورية وصل إلي 1105 منطقة يسكنها 16 مليون نسمة .. منها علي سبيل المثال 68 منطقة في القاهرة مساحتها 1،33 كيلو متر مربع و54 منطقة في الجيزة مساحتها 1.44 كيلو متر مربع و48 في القليوبية مساحتها 20 كيلو مترا و54 منطقة في الإسكندرية مساحتها 34 كيلو مترا و28 منطقة في الفيوم مساحتها 5،4 كيلو متر و52 منطقة في بني سويف بمساحة 3.9 كيلو و29 في المنيا علي مساحة 4.7 كيلو متر و84 منطقة في أسيوط علي مساحة 6 كيلو مترات و57 في قنا علي مساحة 7،5 كيلو متر.
وترجع الدراسات نمو العشوائيات يرجع أساسا إلي عدم تنفيذ القوانين الخاصة بالمباني وكذلك حماية الأراضي المملوكة للدولة . في مقابل تقاعس الأجهزة الحكومية المعنية عن التنفيذ ، وكذلك ضعف الاهتمام بالتنمية الإقليمية والتي تهدف إلي إعادة توزيع سكان البلاد والخروج من الوادي الضيق إلي مجتمعات جديدة تستقطب تيارات الهجرة . والأهم من ذلك خلل سوق الإسكان وانخفاض المعروض من الوحدات السكنية وعدم ملائمة العرض مع نوعية الطلب حيث انخفضت نسبة الإسكان الاقتصادي من أجمالي الوحدات السكنية.
--------------------
شيماء عبد الهادى