بيروت: سناء الجاك وسوسن الأبطح
حين تذهب لتقابل مهندسة معمارية عالمية الصيت من وزن زها حديد يخيل اليك انك ستقابل امرأة تعيش نجاحها بفرح غامر، لكن حديد تشكو من تأخر في تقبّل مشاريعها التي بدت للآخرين غريبة، لاسيما حين ترتبط الغرابة بامرأة وعربية ايضاً. وتتساءل حديد لماذا لم يهتم العرب بها، ولماذا لا ترى مشاريعها النور على ارض عربية؟ هل الذنب هو ذنب المهندسة التي ذهبت غرباً ولم تعنها منطقتها بقدر ما سرقتها الرغبة في اثبات ذاتها عند الآخرين، ام ان المشاريع العربية تبقى من حصة الاصدقاء والمقربين.
تتحدث زها حديد عن بشاعة غزت فن العمارة في العالم الثالث بعد ان كانت فترة الستينات قد شهدت جماليات معمارية لاسيما في العالم العربي، اما اليوم فالبنيان اما على الطراز القديم الذي يكتسب صبغة فولكلورية غير عريقة او هو حديث لا يمت لروح البيئة الموجود فيها بصلة ولا ينجو وسط بيروت، الذي تعرفه زها حديد جيداً، من نقدها اللاذع. فهي امرأة يصعب ارضاؤها، وتصعب محاورتها، متحفظة، قليلة الكلام، ضنينة بالتعبير. تنظر اليها فتجدها واقعية تتأمل مشاريعها فتدهشك اخيلتها الجامحة.
في مهرجانات «بيت الدين» لهذا العام شاركت زها حديد مصمم
الرقص فريدريك فلامان تقديم عرض فني مبتكر حمل عنوان «ميتابوليس». عرض مستقبلي فاتن اظهر ان هذه السيدة العراقية ليست مهندسة فقط انما فنانة لها فلسفة عميقة ورؤيا تشاؤمية لكنها ماتعة وصادمة في آن واحد. وبمناسبة وجودها في لبنان، لمواكبة هذا العمل كان لـ«الشرق الأوسط» معها هذا الحوار:
* هل تشعرين بانك فنانة في الأصل، لكنك اضعت الطريق فتوجهت الى الهندسة المعمارية مع ان عملك الجديد «ميتابوليس» يجسد فكراً وفلسفة عكس العمل الهندسي العلمي البحت؟
ـ خلال السنوات الخمس عشرة الماضية اكتشف العالم الهندسة كفن جديد، وليس كعلم بحت، وشخصياً اعتقد ان الهندسة المعمارية هي طريقة حياة، وليست محصورة فقط بتشييد الابنية، واعتقد انه لا بد من فكرة فلسفية معينة ورؤيا خاصة قبل تنفيذ اي عمل هندسي معماري.
* لكن الامر وصل بك الى حد الشعور برغبة تنفيذ افكارك على المسرح، ولا نجد ان غالبية المهندسين يقومون بذلك؟
ـ المسرح مجرد تجربة احببتها ليس اكثر.
* هل يمكن القول انك توجهت الى المسرح لأن الأشكال التي تصممين تناسب الفن، اكثر مما تناسب العمارة، او انك وصلت الى مرحلة تستطيعين من خلالها اسقاط فلسفتك المعمارية على اي مجال ابداعي؟
ـ انا اقوم بهذه الاعمال منذ زمن طويل، وقد قمت بتجربة الاشياء على كافة المستويات والامر طبيعي، ففي الولايات المتحدة نشهد تعاوناً كبيراً بين المهندسين المعماريين والفنانين.
* لكن الملاحظ ان مشاريعك التي نالت جوائز بقيت على الورق؟
ـ هذا صحيح حتى عام 2000، اما اليوم فقد تغير الأمر.
* لماذا؟
ـ كانت اعمالي غريبة، ولم تقبل مشاريعي بسهولة، استغرق الامر 12 سنة تقريباً حتى قبلت، خصوصاً (ان هذه المشاريع) كانت تتطلب انتاجاً كبيراً لتنفيذها.
* هل اصابك هذا التأخير بصدمة؟
ـ لم يكن الامر سهلاً، ليس فقط انهم لم يفهموني، انما لم يتعودوا العمل مع امرأة، وامرأة عربية، تقدم مشاريع غريبة لم يتعودوها.
* وهل اثر واقع كونك امرأة وعربية على عدم قبول مشاريعك في بريطانيا تحديداً؟
ـ بالفعل لا مشاريع لدي في بريطانيا، مكتبي فقط هناك، اما عملي فهو في الولايات المتحدة والشرق الاقصى. لا استطيع تفسير هذا الواقع، ثمة ما يصعب فهمه.
* ما مدى تأثرك بالتراث العربي المعماري والثقافي، وكيف ينعكس على عملك؟
ـ انا متأكدة ان خلفيتي العربية تظهر في عملي، لكن لا اعرف كيف، وللأمر علاقة بثقافتي ومراحلي التعليمية.
* هل توجد علاقة بين الخط العربي والزخرفة في عملك؟
ـ اظن ان هناك تأثيراً كبيراً على الاشكال الهندسية وGeometrie، لكن التفكير الرياضي (Algebre ـ triogonometrie) اثر علي اكثر، والسبب تربيتي في العراق، حيث قام اهلي بتربيتي بطريقة ليبرالية وأظن ان ذلك اثر علي اكثر من كون جذوري عربية. وتلك المرحلة، التي قضيتها في العراق كانت مهمة جداً حسب اعتقادي في التاريخ العربي، كونها ادت الى توجيه انظارنا باتجاه مجتمعات جديدة. وكنا نملك حينها الايمان بالتطور والتجدد. كان ذلك اثناء دراستي المدرسية اواخر الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وعندما بدأت دراستي الهندسية في الجامعة الاميركية، بقيت أتردد الى العراق، لكني انقطعت عن زيارته منذ عام 1980.
* المعروف ان والدك محمد حديد هو سياسي ليبرالي واقتصادي، كانت له بصمته في الحياة العامة العراقية من عام 1958 الى عام 1963 كيف اثر على افكارك وثقافتك؟
ـ من الصعب علي جداً الكلام عن ابي، اهلي كانوا رائعين. والدي هو احد مؤسسي الحزب الديمقراطي العراقي، كان صناعياً مهماً، وكان يؤمن بضرورة تشجيع الصناعة في الدول العربية، حتى لا يبقى الاعتماد على دول اخرى، وقد تعلمت منه حماسته لليبرالية والانفتاح، كما تعلمت منه كرم الروح وقبول الآخر بمعزل عن مشابهته لي او اختلافه عني. وقد بقي في العراق ولم يغادره إلا مطلع التسعينات، حيث اقام في لندن حتى وفاته. وعندما كنت اتصل به، اسأله من معك، فيقول: اخوان. وخلال مراسم جنازته رأيت اناساً لا اعرفهم ولم المحهم طوال حياتي، عندها علمت مدى قيمة والدي وكيف كان بابه مفتوحاً لجميع الناس.
*لكنه بقي في العراق فترة طويلة، ألم يتعرض لمضايقات؟
ـ لم يكن يعمل في السياسة، لكنني اعتقد انه فرض احترامه على الجميع، لانه كان آيديولوجياً حقيقياً، واحسست ان بقاءه في بغداد كان ثمرة تسوية تقضي بابتعاده عن السياسة. لست مطلعة على هذه الامور مع العلم انني يجب ان ألمّ بها اكثر.
* هل تفكرين في القيام بمشروع في العراق، وكيف تتخيلينه؟
ـ نعم، عندما يصبح الوقت مناسباً، ولا اتخيله الآن، لأن الاحتمالات كثيرة، انما الاولوية في العراق هي للبنى التحتية والتخطيط العام. وارى ان من الاولويات ايضاً بناء المدارس والمستشفيات والمباشرة بإعادة بناء المجتمع مرة جديدة.
* انت ملتزمة بالتيار التفكيكي في الهندسة، وتعتمدين البحث عن عناصر ابعد من محيط المشروع، الا يجعل هذا الامر تصاميمك مثالية وتجنح الى الخيال؟
ـ لا شيء يأتي من الخارج، لكن من غير الطبيعي ان نبقى في مكاننا، نحن نحاول خلق لغة جديدة.
* من يدخل الى الأبنية التي صممتها يصعب عليه الفصل بين الفضاءين الخارجي والداخلي لماذا؟
ـ صحيح، والسبب ان هذه التصاميم هي بالإجمال اماكن عامة، وليست اماكن خاصة. والمكان العام يجب ألاّ يكون منفصلاً عن محيطه، كالشارع مثلاً، لذا نحن ندرس ونخطط كل مشروع على حدة فإذا كان المشروع عبارة عن مكان خاص، يختلف المبدأ والتصميم. والربط بين المكان ومحيطه الشعبي والحياتي هو الهدف من تحقيق مشاريع الاماكن العامة.
* لكننا نلاحظ ان بعض مشاريعك لا يؤدي هدفه الوظيفي، كما هي حال مركز الاطفاء في المانيا، اذ قيل ان امكانية استخدامه تقتضي تطوير اداء جهاز الاطفاء وتعديله ليتلاءم مع المشروع؟
ـ المشروع الالماني لم يقتصر على مركز الإطفاء، وانما كان يشمل مقراً للمعلومات وتغطية الاحداث ومصنعاً في وقت واحد، وعندما تضاعف انتاج المصنع، اضطر المشرفون عليه الى انشاء مبنى اكبر لجهاز الاطفاء، لذا طلبوا مني دمج مركز جهاز اطفاء المدينة في مشروعي.
* لم نشاهد اعمال زها جديد في العالم العربي، عدا المتحف في قطر والجسر في ابوظبي، لا شيء آخر؟
ـ عادة تتم دعوة المهندسين للمشاركة من خلال مسابقة حول مشروع ما، لكن في العالم العربي لم ار مثل هذه الدعوات ولم اسمع بها، فكيف أتقدم للمشاركة؟ يحزنني غياب أعمالي عن العالم العربي.
* على ضوء زياراتك للعالم العربي كيف تقيمين واقع العمارة فيه؟
ـ لا يعجبني ما أراه، لكن يجب القول ان العمارة في دبي جيدة بالإجمال، وارى انهم يحاولون تقليد نماذج غربية، وهذه ايضاً مشكلة بيروت، فهي اما مبنية وفق النمط الغربي او هي مبنية بشكل تقليدي غير مرتبط بالمحيط العام. واظن ان الاماكن المحافظ عليها لا تزال جميلة.
* لماذا لم تشاركي في اعادة بناء وسط بيروت؟
ـ لم تتم دعوتي للمشاركة في المشروع الرئيسي، فقط دعوني للمشاركة في أحد المشاريع، وهو «المارينا» لكنني لم اكن املك الوقت، ولم اشعر بانهم كانوا جديين. ونحن نقول دائماً اننا عرب وغير مقبولين في العالم الغربي، ولكننا نرى بوضوح ان لا عمل لنا في العالم العربي أيضاً.
* كيف تقاربين بين وسط بيروت قبل الحرب، وبعد تولي شركة «سوليدير» إعماره وإعادة تأهيله؟
ـ اظن ان وسط بيروت قبل الحرب كان مثل المتاهة وكان لهذه المنطقة طابع رائع، اذ تم بناؤها عبر مئات السنين مما اوجد شوارع كثيرة، متفرعة بعكس المدن الجديدة التي تبنى في يوم واحد. كنت اظن ان هناك مسافات كبيرة حتى اصل منطقة الى اخرى داخل وسط المدينة. كان هناك الكثير من الطبقات العائدة الى تراكم المراحل المعمارية وعندما عدت الى بيروت بعد الحرب اكتشفت ان تنظيم الاراضي كان احد الاشياء التي اخطأت «سوليدير» في القيام بها. واظن ان هناك ضغطاً في وسط المدينة، مما ادى الى اختفاء المشروع الهادف الى التناسق مع المحيط، بينما كان بالامكان خلق مبدأ جديد، الامر الذي كان يتطلب المزيد من التفكير. وهدف التخطيط الى جعل المنطقة اشبه بوسط مدينة اميركية. وكان المبدأ جميلاً، لكننا نرى ان الوسط انشئ بين هذين الطرفين، اي القديم والجديد جداً من دون خلق رابط بين المدينة وما حولها، ولا يتعلق الموضوع بالمباني بل بالخطة العامة وتوزيع العقارات وخلق شخصية للمدينة. عندما اتيت اول مرة بعد الحرب الى بيروت، منذ سبع سنوات، كان كل شيء محفوراً مثل مدرجات زراعية وكنت ارى الكثير من الآثار على مستويات عدة حتى اصل الى مبنى البرلمان، بينما الآن الأرض مسطحة وكأنما تم حلقها وتسويتها. هذه الحداثة شبيهة بالصناعة، حيث يتم محو كل شيء واعادة البناء، تلك هي مشكلة وسط بيروت، اذ كان بالامكان اعادة اعماره بطريقة عضوية اكثر ومرتبطة بالبنى التحتية والشوارع والعقارات المجاورة.
* هل نشهد تدمير المدن والعمارة العربية؟
ـ الامر لا يقتصر على الدول العربية، في الصين ايضاً يحدث الامر ذاته، ولا احد يقوم بمعادلة بين التراثي والحديث، اما يحافظ على التراثي او يهدم ويبنى على نظام حديث. في تونس مثلاً تم هدم وسط المدينة القديمة وأعيد بناؤها على الشكل القديم، انما وفق مبدأ مدن مثل Disney Land، واذا نظرنا الى طريقة تنظيم هذه المدينة وطريقة تنظيم كل عقار، نرى انها حديثة جداً، اذ جاءت عبارة عن بيوت عربية بطابع قديم مع الساحات المتوسطة ولكن وفق تنظيم جديد. في بغداد مثلاً، عندما قاموا باعمال في المستنصرية بصياغة المباني والمساجد القديمة وتنظيفها، وضعوها كما هي في محيط اختلف كلياً. اظن انه في الستينات تم بناء عمارات جميلة جداً في العالم العربي، في المملكة العربية السعودية ودول الخليج. لكننا لم نقم ببناء مدينة لأننا لسنا مجتمعا مدنيا. ومدننا مبنية على نظام الحياة البدوية. هذا تاريخ، وقد يتغير مع الوقت.
* هل يستطيع مهندس انشاء مدينة بمعايير معينة وإجبار الناس على التعايش معها؟
ـ نعم، مثلاً المباني القديمة في دبي (عمرها 10 سنوات) اجبر الناس على التعايش معها، لكن المباني الحديثة جيدة جداً وذلك يعود الى النوعية العالية للبناء، وحين نبدأ بمثل هذه الابنية سيلحقنا الجميع، لان المنافسة هي عبارة عن رفع دائم لمستوى الجودة. ففي لندن مثلاً هناك جيل رائع من الفنانين الذين يجتمعون معاً في العمل ويرفعون مستوى العمل دوماً.
* يبدو انك غير راضية عن التوجه الجمالي العالمي في هندسة العمارة؟
ـ نعم لكنهم يتعلمون، مثلاً في بكين بدأوا بناء عمارات بشعة قبل فترة من الزمن لكنهم الآن غيروا نظرتهم. مدنهم كبيرة. وفي وسط المدينة توجد مزارع ومصانع وشرفات مسطحة قام الالمان والروس ببناء المصانع وانشأوا المنازل بينها، لكن المتعهدين الجدد تعلموا من اخطاء من سبقهم وتحاشوها، اذ لا سبب يدفع الانسان للسكن في اماكن بشعة كهذه. حين نذهب الى اميركا اللاتينية نكتشف كم كانت مذهلة، الآن تبدأ المباني البشعة بالظهور، لان دول اميركا اللاتينية اتخذت قراراً واعياً في الخمسينات بالانفصال التام عن الاستعمار، وقررت ان تعيش حقبة سياسية جديدة، فانفصلت عن النمط البرتغالي والإسباني وارادت القيام بما يسمونه الهندسة الاميركية الحديثة والعصرية، لتقطع صلاتها باوروبا.
* هل تعتقدين ان الانسان يبني بطريقة جميلة عندما يكون اميناً ومنسجماً مع طبيعته وانتمائه وبيئته؟
ـ اظن ان الامر مختلف، والقيم الاقتصادية مختلفة فبناء مدرسة مختلف عن بناء عمارة لغرض تجاري. اظن ان العالم العربي يعاني من مشكلة المباني التجارية. وهذه المشكلة موجودة في كافة الدول النامية. مع ان تصميم المشاريع الجميلة ممكن مهما كانت المعطيات، كما حصل في مدينة بلباو الاسبانية التي كانت منطقة صناعية، وتحولت مركزاً سياحياً، فقد استدعى المسؤولون اهم المهندسين لبناء المطار والجسور، ثم اعلنوا عن مسابقة لتصميم المباني واخرى للتنفيذ ووضعواً برنامجاً طموحاً، وقد بقينا نخطط في اسبانيا لمدة شهرين لندرس كيفية تحويل ضفاف النهر منطقة صناعية الى منطقة سياحية، وتم الاتفاق بين البلدية واصحاب الاراضي الذين اصبحوا يشكلون زبوناً واحداً، واعلنوا عن مسابقة لاختيار شركة للتنفيذ.
* هل تقبلين تدخل اصحاب المشروع في تصاميمك؟
ـ اعتقد ان قبول مشاريعي الآن اسهل مما كان عليه سابقاً، لاني اصبحت معروفة. وكل الزبائن متشابهون، نبحث معهم في الناحية المادية، اما لجهة التدخل في المشروع، فأني قد اقبل بتغييرات طفيفة اذا اعطوني الوقت الكافي. فقد تغيرت المعطيات عما كانت عليه في السابق. واذا ربح مشروعي في مسابقة ما افرضه كما اريد.
زها حديد.. في سيرة ذاتية
زها حديد مهندسة معمارية عراقية الأصل مولودة في بغداد عام 1950، كريمة السياسي الليبرالي والاقتصادي العراقي المعروف محمد حديد الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق إبان بداية الحقبة الجمهورية (1958 ـ 1963).
بدأت زها دراستها الثانوية في بغداد، وأكملت دراستها الاولية في الجامعة الاميركية في بيروت 1971، ثم التحقت بالدراسة في بريطانيا، وتدربت في مدرسة التجمع المعماري في لندن Architectural Association، ثم عملت في بريطانيا بعد تخرجها عام 1977 في مكتب «عمارة متروبوليتان» مع المهندس المعروف ريم كولهاس والمهندس المعماري زينيليس، وذلك بالتوازي مع عملها كمعيدة في كلية العمارة. بدأت العمل بمكتبها الخاص ابتداء من عام 1987.
حصلت زها على شهادات تقديرية وانتظمت كأستاذة زائرة او استاذة كرسي في عدة جامعات في اوروبا واميركا منها هارفارد وشيكاغو وهامبورغ واوهايو وكولومبيا وبيل.
تنتمي زها حديد الى المدرسة «التفكيكية» المعمارية، وهي مدرسة فكرية حديثة تقوم على اسس المدرسة «التفكيكية« الادبية التي اسسها الفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا في السبعينات.
عرفت زهاء حديد بتصميماتها التي تنزع الى الخيال والمثالية، وصنفها البعض غير صالحة للتنفيذ، خصوصاً ان ابنيتها تقوم على دعامات عجيبة ومائلة. اهم مشاريعها الجديدة مرسى السفن في باليرمو عام 1999، والمركز العلمي لمدينة وولفسبورغ الالمانية 1999، وكذلك المسجد الكبير في ستراسبورغ (2000)، ومنصة التزحلق الثلجي في النمسا (2002)، وفي المنطقة العربية صممت متحف الفنون الاسلامية في الدوحة. والجسر في ابوظبي الذي اقيم على ساحل الخليج ما بين ارض دولة الامارات العربية وعاصمتها ابوظبي.
فازت زها حديد بجائزة «بريتزيكر» في مجال التصميم المعماري للعام الحالي، وهذه هي المرة الاولى في تاريخ الجائزة الذي يرجع الى 25 عاماً تفوز فيها امرأة بفضل أعمالها المعمارية الحداثية.
نشرت هذه المقابلة في جريدة الشرق الاوسط في عددها رقم 9412 الصادر في 4 سبتمبر 2004.]